• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الحج / مختارات الحج


علامة باركود

حلقات إذاعية "الحج والتزكية": (13) تزكية النفس بعد الحج

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


تاريخ الإضافة: 9/11/2009 ميلادي - 21/11/1430 هجري

الزيارات: 12239

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحلقة الثالثة عشرة
تزكية النفس بعد الحج

أيها المستمعون الكرام، حجاج بيت الله الحرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا بكم مع هذه الحلقة من برنامجكم (الحج وتزكية النفس)، إن من تحقيق تزكية النفس في الحج أن يعود الحاج بعد الحج أحسن حالا منه قبل ذلك، لما اكتسب في هذا الحج من الدروس والعبر، وتربية النفس في هذا الموسم العظيم.

ومن الأمور التي يحسن بالحاج أن يقف عندها، ويستلهم منها الدروس والعبر لزكاة نفسه: أنه أحرم في بداية حجه أو عمرته. وفي إحرامه هذا اجتنب محظورات الإحرام، التي هي حلال له قبل ذلك، مثل الطيب، وتقليم الأظافر، وقص الشعر، وقتل الصيد، ولبس المخيط للرجال، ونحو ذلك من محظورات الإحرام، اجتنب ذلك كله، اتباعاً لشرع الله، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

لابد أن يعلم من كانت هذه حاله، أن الله - سبحانه وتعالى - قد حرم عليه أموراً في سائر أيامه، هي أشد حرمة من محظورات الإحرام، فعل التزامه بالبعد عن محظورات الإحرام في الحج أو العمرة، يكون دافعاً له في البعد عن محرمات الله - سبحانه وتعالى - عليه في سائر أيامه.

فعلى سبيل المثال: يجتنب الربا، لأن الله - سبحانه وتعالى - حرمه عليه ونهاه عنه، لقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 278- 279].

يجتنب الفواحش لأن الله - سبحانه وتعالى - حرمها عليه ونهاه عنها، لقوله سبحانه: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } [الأعراف: 33]، وقوله: {وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام: 151].

يجتنب السبع الموبقات التي أخبر عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ))[1].

يجتنب عقوق الوالدين وقول الزور فهي من أكبر الكبائر التي أخبر عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلاثًا قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: الإشراكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا. فَقَالَ: أَلا وَقَوْلُ الزُّورِ. قَالَ: فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ))[2].

والمحرمات الني حرمها الله - سبحانه وتعالى - على عباده كثيرة ليس المجال مجال حصرها، ولكن المهم أن ينتفع الحاج من حجه كما امتنع عن الأمور المحرمة عليه وقت الإحرام، أن يمتنع عن المحرمات عموماً.

ومن جانب آخر في تزكية النفس بهذا الموسم العظيم، جانب الحرص على استجابة نداء الله - سبحانه وتعالى - فيما أمر به، فإذا كان الحاج أجاب نداء الله - سبحانه وتعالى - في هذا الفريضة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، تلبية لقوله سبحانه: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق} [الحج: 27]، فحري به أن نلبي نداء الله - سبحانه وتعالى - في غيرها من الطاعات.

فيلبي نداء الله للصلاة كما في قوله: {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدو ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون} [الحج: 77].

ويلبي نداء الله للإنفاق: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعَ فِيهِ وَلَا خُلَّةَ ولا شفاعة والكافرون هم الظَّالِمُونَ} [البقرة: 254]، وقوله: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين} [المنافقون: 10].

ويلبي نداء الله للصيام: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم } [البقرة: 183].

ويلبي نداء الله للذكر: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً} [الأحزاب: 41].

ويليبي نداء الله لطاعته وطاعة رسوله وأولي الآمر: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [النساء: 59].

وبالجملة كما أجاب نداء الله سبحانه للحج ، يستجيب لله ولرسوله في كل أموره ، كما في قوله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} [الأنفال: 24].

ومن الأمور المهمة في تزكية النفس التي يجب أن لا يغفل عنها الحاج: تأمل تلك الأيام التي عاشها مع جماعة المسلمين بلباس واحد هو لباس الإحرام، لا فرق في ذلك بين رئيس ومرؤوس، ولا بين غني وفقير، وما أحس في تلك الأيام من اطمئنان القلب وراحة النفس، فيزيل إن ما في قلبه من الإحساس بالعلو والرفعة، والتكبر على الناس.

ومن الأمور التي تزكو بها النفس بعد الرجوع في هذا الموسم العظيم: أن يتأمل الحاج في حال من هو أحسن منه حالا في طاعة الله - سبحانه وتعالى -، لعل ذلك يكون دافعاً ومنشطاً له في الطاعات وصنوف القربات. 

أخي المستمع الكريم، أخي الحاج:
لا تنس نعمة الله - سبحانه وتعالى - عليك أن يسر لك هذه الفريضة، فتتوجه بالشكر إليه سبحانه تحصل على الزيادة من هذه النعمة، كما في قوله سبحانه: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] وما أعظمها من زيادة في نعمة هي طاعة لله - سبحانه وتعالى.
ــــــــــــــــــــ
[1] أخرجه البخاري، كتاب: الوصايا، حديث رقم (2767).
[2] أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب الشهادات، حديث رقم (2654).




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة